هذا الموضوع تحت عنوان البوليساريو لا تميل لضبط النفس.. تقرير أمريكي يستبعد انفراج توتر العلاقات بين الرباط والجزائر:
حذر تقرير صادر عن مؤسسة “أوكسفورد أناليتيكا” الأمريكية إلى أن آفاق تحسين العلاقات بين المغرب والجزائر تبدو قاتمة، مشيرا أن التوترات توحي بأنه ليس هناك أي بوادر انفراج رغم الجهود المبذولة لتجنب نشوب حرب مباشرة.
وأوضح التقرير أن المغرب يبدي قلقا من القدرات العسكرية للجزائر، بينما تنظر الجزائر بحذر إلى تحالفات المغرب مع فرنسا والولايات المتحدة وإسرائيل، وذلك في الوقت نفسه، الذي يسعى البلدان إلى تعزيز علاقاتهما مع دول الساحل وأوروبا عبر تقديم استثمارات وشراكات أمنية وعلاقات دبلوماسية أوثق، في محاولة لكسب النقاط على حساب الطرف الآخر.
وحذر التقرير من أن البلدين قد يواجهان صعوبات في احتواء تبعات الحوادث العسكرية في الصحراء المغربية خلال السنوات المقبلة، متوقعا أن تغييرا محتملا في موقف واشنطن قد يؤثر على التوازن الدقيق في شمال إفريقيا، مما قد يزيد من خطر التصعيد غير المقصود، مشيرا إلى أن أي حرب بين البلدين ستكون محدودة في حجمها ومدة استمرارها، لكنها قد تسبب اضطرابات كبيرة في الأمن الإقليمي.
من بين التداعيات التي توقعها التقرير، أن أي حرب بين المغرب والجزائر ستؤدي إلى موجات جديدة من الهجرة إلى أوروبا وتعطيل التجارة في البحر الأبيض المتوسط. كما يمكن أن تتدخل دول الخليج والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي لتهدئة التوترات في حال ارتفع خطر نشوب حرب.
وأكد التقرير أن الهدوء النسبي بين البلدين يعتمد بشكل كبير على ضبط النفس الذي تمارسه القيادات في كلا الجانبين، والذي ينبع في الأساس من الخوف من المجهول. فليس هناك ضمانة لأي من الطرفين بالفوز في حرب قد تدمر شرعيتهما الوطنية وتؤجج عدم الاستقرار الداخلي.
وفقًا للتقرير، فإنه في الوقت الذي تفوق فيه القوات المسلحة الجزائرية نظيرتها المغربية من حيث العدد والتسليح، وأفراد الجيش والميزانية العسكرية، يمتلك المغرب ميزتين رئيسيتين؛ شراء الأسلحة والمعدات الأمريكية بشكل منتظم، والتعاون مع إسرائيل، ما يشير إلى أن المغرب قادر على تحديث جيشه بشكل أسرع، خاصة في مجالات الحرب الإلكترونية والطائرات بدون طيار والدفاعات الجوية.
وأشار التقرير إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن لعبت دورا في احتواء التوترات بين البلدين، حيث تدخل الدبلوماسيون الأمريكيون بانتظام لمنع تصاعد الحوادث الأمنية في الصحراء، كما عملت الإدارة على تعزيز التواصل الدبلوماسي مع كلا البلدين لتجنب أي تصورات بالتحيز أو العزلة.
وتوقع التقرير أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تغير هذا التوازن الهش وتزيد من خطر الحرب، مشيرا انه ي أعقاب فوز ترامب بالانتخابات، اتهم المغرب الجزائر بالاستعداد للحرب، بينما عين الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون رئيس الأركان سعيد شنقريحة وزيرًا للدفاع، مما عزز من سيطرة القوات المسلحة على صنع القرار في الجزائر.
ولفت التقرير إلى أنه رغم أن احتمالية نشوب حرب مباشرة بين البلدين تظل محدودة، إلا أن هناك عوامل قد تزيد من هذا الخطر في السنوات المقبلة، بما في ذلك زيادة الإنفاق العسكري والخطابات العدائية المتصاعدة، إضافة إلى أن جبهة البوليساريو تبدو أقل ميلا لضبط النفس، مما يزيد من احتمالية التصعيد في الصحراء المغربية.
وخلص التقرير إلى أن مستقبل العلاقات بين البلدين على مدى قدرة القيادات على الحفاظ على ضبط النفس وتجنب الانزلاق نحو صراع قد تكون تداعياته كارثية على المنطقة بأكملها.
كان هذا موضوع حول “البوليساريو لا تميل لضبط النفس.. تقرير أمريكي يستبعد انفراج توتر العلاقات بين الرباط والجزائر”
عن موقع العمق
التعليقات