هذا الموضوع تحت عنوان العجلاوي: “مقص الاستعمار” يرهن إفريقيا.. وبرلمانات القارة أمام اختبار الفوضى الأمنية:
قال أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد الخامس بالرباط، الموساوي العجلاوي، إن “المقص الاستعماري” رسم خرائط إفريقيا دون مراعاة مكوناتها الإثنية، مما أضر بانسجام مجتمعاتها.
وخلال الدورة الثانية لمنتدى رؤساء لجان الخارجية بالبرلمانات الإفريقية، الخميس بمجلس النواب، تساءل العجلاوي عن دور البرلمانات في استشعار الأزمات وتعزيز السلم، مؤكدا أن الأمن، السلم، والتنمية مفاهيم مترابطة لبناء هندسة أمنية ناجعة.
وأشار إلى تحديات هذه الهندسة، داعيا البرلمانات إلى تحديد الأولويات الأمنية والتنموية عبر مقاربة منهجية: الأولى عمودية تتعلق بكل دولة على حدة، وتشمل الأمن الصرف، الغذائي، السيبراني، وغيرها، والثانية أفقية تهم التدخلات الخارجية والمسّ بالسيادة الوطنية.
وأكد العجلاوي أن الإرهاب والتطرف، إلى جانب الحركات الانفصالية، باتت تهديدا بارزا، مشيرا إلى تصاعد التمرد والجريمة العابرة للحدود، وانتهاكات حقوق الإنسان، وتجنيد الأطفال، والأمن السيبراني. وأوضح أن مواجهة هذه التحديات تتطلب مقاربات شاملة.
وعلى المستوى الأفقي، تحدث عن المسّ بالسيادة الوطنية من خلال التدخلات الخارجية، مشيرًا إلى تصاعد النزاعات الحدودية بين الدول، مما يعكس تحولات جيوسياسية عميقة. كما اعتبر أن التطورات الدولية، خاصة الحرب الأوكرانية، تلقي بظلالها على القارة.
وأشار إلى أن مناطق مثل “القرن الإفريقي” وشمال إفريقيا، رغم انتمائهما للقارة، تتأثر بسياقات خارجية، مثل تحديات البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط، مما يستوجب فهمًا استراتيجيا أعمق.
ودعا البرلمانات الإفريقية لمنح الأولوية للمناطق الحدودية، كونها تعاني من التهميش، مما يهدد التنمية والانسجام المجتمعي. وأوضح أن دور المنتخبين، القادة الدينيين، والمجتمع المدني أساسي في استشعار الأزمات قبل تفاقمها.
وفيما يخص تدبير النزاعات، أوضح العجلاوي أن الاتحاد الإفريقي يعتمد على المجموعات الاقتصادية الجهوية لحل النزاعات تحت إشراف مجلس السلم والأمن، لكن هذا التنسيق يعاني من إشكالات بنيوية.
واقترح ثلاثة مبادئ لتعزيز فعالية المجلس: التنسيق، التوحيد، والتعاون، مشيرا إلى أن مجلس السلم والامن، رغم الإصلاحات المؤسسية منذ 2016، لا يزال يعاني من الترهل الإداري، مما يستدعي إعادة هيكلته لجعله أكثر كفاءة.
وأشار إلى أن نجاح الجيبوتي محمد يوسف علي في رئاسة مفوضية الاتحاد الإفريقي يعود لتركيزه على إصلاح المجلس، وهو ما تحتاجه القارة لمواجهة التحديات المتزايدة.
كما شدد العجلاوي على ضرورة بناء هندسة أمنية تنموية جهوية، وإدماجها في الاستراتيجيات الوطنية، مشيرًا إلى أن القمة الأخيرة ناقشت تجريم الاستعمار وتقسيم الإثنيات داخليا، وهو إرث يعيق التنمية والوحدة.
وتساءل: “لماذا نقدّس الحدود الاستعمارية بينما نهاجم الاستعمار؟ ولماذا لم تحقق منطقة التجارة الحرة الإفريقية أهدافها؟ وكيف نحمي إفريقيا من الصراعات الدولية التي تؤثر على مناطق استراتيجية مثل القرن الإفريقي والبحيرات الكبرى؟”
واختتم العجلاوي مداخلته بدعوة البرلمانات الإفريقية للعب دور أكبر في مواجهة هذه التحديات، عبر تعزيز السيادة الوطنية، وتحقيق التنمية المستدامة، وضمان وحدة القارة بعيدًا عن التدخلات الخارجية.
كان هذا موضوع حول “العجلاوي: “مقص الاستعمار” يرهن إفريقيا.. وبرلمانات القارة أمام اختبار الفوضى الأمنية”
عن موقع العمق
التعليقات