التخطي إلى المحتوى



هذا الموضوع تحت عنوان النجم الشعبي و مستنقع الجهوية و “كرم” قناة ثانية:

(انقر هنا لاغلاق الاعلان) Close ×

غياب التحضير العلمي و الفني  للبرنامج

أصبح معيار الموسيقى الشعبية في المغرب، حسب  البعض ، هو ذلك المقياس الذي يختزل الحكم على حدودها الجغرافية جهويا. أتفق منتج البرنامج  و لجنة التحكيم على مقاييس تنفي عن الطرب الشعبي اتساعه ليشمل كل التعبيرات الموسيقية  و الغنائية الشعبية عبر تراب الوطن.  يكاد يتفق كل أعضاء هذه اللجنة على أن الغناء الشعبي لا يعني إلا منطقة محدودة ،في تصورهم للتعبير الموسيقي. كانت  هناك  بعض  الاستثناءات  على  سبيل  المجاملة،  و لا يمكن إنكار تحكم  هاته  و هؤلاء ” الأهرامات،  في أداء جيد  لجزء محدود من فن الأغنية الشعبية في بلادنا.  و لكن هذا البرنامج “المسابقة”،  أعاد إنتاج ما تنتجه سوق ترويج الأغنية عبر قنوات ذات الإتجاه ” المقدس ” لفن العيطة” . أكاد اصرخ في وجه هؤلاء أن الفن الشعبي المغربي،  أكبر مما تتصورون. نسيتم  و تناسيتم و فرضتم سلطة التفريق بين مكونات الغناء الشعبي المغربي.  حاولتهم و حاولتن  تكوين جمل عن مقامات لم  تدرسونها في معاهد. و ترامى بعضكم على علاقة ” العرب”، بالضمة على حرف العين، على بعض أشكال  العيطة. حكمت المغنية الداودية بصيغة الجزم على أن ” العرب” تتنافى مع أداء عيطة معنية.  لم تقل لماذا  و لم تبين الحدود التي تمنع استخدامها.  و ليست هي الوحيدة من أعطت لنفسها صياغة قوانين الأداء ” الأرثوذكسي” لفن العيطة .

كاد احد أعضاء فريق لجنة الحكام  أن يضع حدودا للفن الشعبي.  قرر  و قرروا أن يعزلوا العيطة  عن ” عيوع ” الجبلي، و عن الاهازيج الهوارية  و حتي عن التقيتيقات  الامازيغية الرودانية  المراكشية و كافة أغاني الواحات الجنوبية  الشرقية و  تنغير  و زاكورة و كل  تعبيرات تافيلالت.  و لأن البرنامج لم يخضع لأي تقييم قبلي  من طرف أهل  المعرفة العلمية  بالموسيقى ، فقد لخصوا  الواقع،  و قرروا تغييب العيطة الجبلية و العيط  و الفن الحساني  و الغرناطي  و الملحون  و بعض الأشكال الشعبية للفن  الأندلسي، و كل أنواع التعبير الموسيقي التي لا ” يعترفون بكونها فن شعبي مغربي. ستنتظر مجمعات البحث الموسيقي مقاييس الأساتذة حجيب  و الستاتي  و نجاة  و الداودية لوضع خارطة حدود الفن الشعبي.

كان من الممكن تنظيم كل هذه التمظهرات التعبيرية الشعبية  في إطار منطقة جغرافية محددة.  هذه التعابير هي جزء من ثقافة وطن و ليس تعبيرا عن كل الوطن. فلنسميها مسابقة حول فن العيطة من دكالة إلى عبدة،  و من الشاوية إلى الحوز. و سيظل المكون الأمازيغي  و الفيلالي  و السوسي  و الجبلي  و الريفي خارج التعبير المقبول  و المعروف من لدن منتج البرنامج  و لجنة التحكيم.  اجتهدت نجاة اعتابو  و “الأساتذة”  أعضاء لجنة التحكيم،  و لكنهم  و لكنهن، لم يتميزوا،  و لم يتميزن بتعليقات تنم عن ثقافة موسيقية تحتكم إلى كتابة حسب قواعد علم الموسيقى. كانت آراء،  و لا يمكن تسميتها بتقييم، مجرد ارتسامات تعبر عن استحسانهم الشخصي لأداء  و رفضهم لآخر.

سألت أحد العارفين ببواطن الأمور و اخبرني أن كثيرا  من المشاركين  و المشاركات لا يحتاجون للجنة تحكيم ،   و لا إلى قناة تلفزية يمولها دافعو الضرائب. أغلب المشاركين و المشاركات لهم حضور  معروف في الأعراس  و في النوادي  و لا يحتاجون إلى دعم.  كنت من ضمن من كان ينتظر أن يسمع تعبيرا عن ثقافة أعضاء لجنة التحكيم و   دروسا  في التعريف  بالفن الشعبي . ضحك الكثيرون من المتتبعين من بساطة تعبير من تبادلوا بينهم لقب أستاذ  و أستاذة،  كادوا أن يمنحوا درجة الدكتوراه الشرفية لبعضهم البعض.  علم الموسيقى أكبر من مجرد تعبير، غير مفهوم، عن تقييم أداء،  قد يكون جيدا ،  و قد يكون مجرد مفتاح دخول إلى  نوادي ليلية فقط، أو  إلى إهتمام  من  طرف  منظمي حفلات الأعراس.  الفن الشعبي المغربي كل لا يتجزأ من طنجة إلى لكويرة.   و العيطة جزء  و ليس الكل. الغناء الشعبي أكبر من هؤلاء المحتاجين إلى قراءة لتاريخ الموسيقي المغربية الأصيلة. للتذكير  و السؤال، أين تضعون، أيها الأساتذة، غناء الحسين السلاوي  و عبد الصادق شقاره ، و حميد الزاهر  ومحمد الإدريسي ،لمن  يتذكره ( حبس أعزنا،  حبس بلاتي ) ،  و هوارة  و الاهازيج المراكشية و السوسية و فن كناوة. أنتم لا تعرفون،  رغم تجربتكم  الجميلة، إلا نقطة في بحر الفن الشعبي.  و للتذكير فكثير من المدن الشاطئية  ، مثل  آسفي،  لم تكن لها علاقة بالعيطة  قبل  عشرات العقود . و إن تسلل الشك إلى العقول،  احتكموا إلى لسان الدين إبن الخطيب العارف بتاريخ هذه المدينة العريقة.  و يمكن أن  تزروا  خلوة الإمام الجزولي وسط أكبر ساحة في  هذه  المدينة  التي تكاد تشكل  إحدى عواصم الإمبراطورية المغربية  قبل  قرون، لكي تفصلوا بين تعدد أشكال التعبير الفني. أرجو أن تتبينوا العلاقة بين آسفي  و بين ضواحيها حيث تم تسجيل إحدى المشاهد بين ذلك القايد  موسى بن عمر  و إحدى الشيخات الرافضات لتسلطه.  و هذه المدينة لم تكن عاصمة للعيطة  التي تميزت بها المراكز القروية  و الحضرية المحيطة بها.

يريد كل مغربي عاشق لفن بلاده  و غنى مكوناته أن يستمر هذا البرنامج،  و أن يتم تأطيره علميا  و تاريخيا من طرف باحثين  و ممارسين و محللين للمقامات  و لكل خصائص الغناء  الشعبي المغربي .

كان هذا موضوع حول “النجم الشعبي و مستنقع الجهوية و “كرم” قناة ثانية”



عن موقع العمق

(انقر هنا لاغلاق الاعلان) Close ×
غياب التحضير العلمي و الفني  للبرنامج أصبح معيار الموسيقى الشعبية في المغرب، حسب  البعض ، هو ذلك المقياس الذي يختزل الحكم على حدودها الجغرافية جهويا. أتفق منتج البرنامج  و لجنة التحكيم على مقاييس تنفي عن الطرب الشعبي اتساعه ليشمل كل التعبيرات الموسيقية  و الغنائية الشعبية عبر تراب الوطن.  يكاد يتفق كل أعضاء هذه اللجنة على أن الغناء الشعبي لا يعني إلا منطقة محدودة ،في تصورهم للتعبير الموسيقي. كانت  هناك  بعض  الاستثناءات  على  سبيل  المجاملة،  و لا يمكن إنكار تحكم  هاته  و هؤلاء ” الأهرامات،  في أداء جيد  لجزء محدود من فن الأغنية الشعبية في بلادنا.  و لكن هذا البرنامج “المسابقة”،  أعاد إنتاج ما تنتجه سوق ترويج الأغنية عبر قنوات ذات الإتجاه ” المقدس ” لفن العيطة” . أكاد اصرخ في وجه هؤلاء أن الفن الشعبي المغربي،  أكبر مما تتصورون. نسيتم  و تناسيتم و فرضتم سلطة التفريق بين مكونات الغناء الشعبي المغربي.  حاولتهم و حاولتن  تكوين جمل عن مقامات لم  تدرسونها في معاهد. و ترامى بعضكم على علاقة ” العرب”، بالضمة على حرف العين، على بعض أشكال  العيطة. حكمت المغنية الداودية بصيغة الجزم على أن ” العرب” تتنافى مع أداء عيطة معنية.  لم تقل لماذا  و لم تبين الحدود التي تمنع استخدامها.  و ليست هي الوحيدة من أعطت لنفسها صياغة قوانين الأداء ” الأرثوذكسي” لفن العيطة . كاد احد أعضاء فريق لجنة الحكام  أن يضع حدودا للفن الشعبي.  قرر  و قرروا أن يعزلوا العيطة  عن ” عيوع ” الجبلي، و عن الاهازيج الهوارية  و حتي عن التقيتيقات  الامازيغية الرودانية  المراكشية و كافة أغاني الواحات الجنوبية  الشرقية و  تنغير  و زاكورة و كل  تعبيرات تافيلالت.  و لأن البرنامج لم يخضع لأي تقييم قبلي  من طرف أهل  المعرفة العلمية  بالموسيقى ، فقد لخصوا  الواقع،  و قرروا تغييب العيطة الجبلية و العيط  و الفن الحساني  و الغرناطي  و الملحون  و بعض الأشكال الشعبية للفن  الأندلسي، و كل أنواع التعبير الموسيقي التي لا ” يعترفون بكونها فن شعبي مغربي. ستنتظر مجمعات البحث الموسيقي مقاييس الأساتذة حجيب  و الستاتي  و نجاة  و الداودية لوضع خارطة حدود الفن الشعبي. كان من الممكن تنظيم كل هذه التمظهرات التعبيرية الشعبية  في إطار منطقة جغرافية محددة.  هذه التعابير هي جزء من ثقافة وطن و ليس تعبيرا عن كل الوطن. فلنسميها مسابقة حول فن العيطة من دكالة إلى عبدة،  و من الشاوية إلى الحوز. و سيظل المكون الأمازيغي  و الفيلالي  و السوسي  و الجبلي  و الريفي خارج التعبير المقبول  و المعروف من لدن منتج البرنامج  و لجنة التحكيم.  اجتهدت نجاة اعتابو  و “الأساتذة”  أعضاء لجنة التحكيم،  و لكنهم  و لكنهن، لم يتميزوا،  و لم يتميزن بتعليقات تنم عن ثقافة موسيقية تحتكم إلى كتابة حسب قواعد علم الموسيقى. كانت آراء،  و لا يمكن تسميتها بتقييم، مجرد ارتسامات تعبر عن استحسانهم الشخصي لأداء  و رفضهم لآخر. سألت أحد العارفين ببواطن الأمور و اخبرني أن كثيرا  من المشاركين  و المشاركات لا يحتاجون للجنة تحكيم ،   و لا إلى قناة تلفزية يمولها دافعو الضرائب. أغلب المشاركين و المشاركات لهم حضور  معروف في الأعراس  و في النوادي  و لا يحتاجون إلى دعم.  كنت من ضمن من كان ينتظر أن يسمع تعبيرا عن ثقافة أعضاء لجنة التحكيم و   دروسا  في التعريف  بالفن الشعبي . ضحك الكثيرون من المتتبعين من بساطة تعبير من تبادلوا بينهم لقب أستاذ  و أستاذة،  كادوا أن يمنحوا درجة الدكتوراه الشرفية لبعضهم البعض.  علم الموسيقى أكبر من مجرد تعبير، غير مفهوم، عن تقييم أداء،  قد يكون جيدا ،  و قد يكون مجرد مفتاح دخول إلى  نوادي ليلية فقط، أو  إلى إهتمام  من  طرف  منظمي حفلات الأعراس.  الفن الشعبي المغربي كل لا يتجزأ من طنجة إلى لكويرة.   و العيطة جزء  و ليس الكل. الغناء الشعبي أكبر من هؤلاء المحتاجين إلى قراءة لتاريخ الموسيقي المغربية الأصيلة. للتذكير  و السؤال، أين تضعون، أيها الأساتذة، غناء الحسين السلاوي  و عبد الصادق شقاره ، و حميد الزاهر  ومحمد الإدريسي ،لمن  يتذكره ( حبس أعزنا،  حبس بلاتي ) ،  و هوارة  و الاهازيج المراكشية و السوسية و فن كناوة. أنتم لا تعرفون،  رغم تجربتكم  الجميلة، إلا نقطة في بحر الفن الشعبي.  و للتذكير فكثير من المدن الشاطئية  ، مثل  آسفي،  لم تكن لها علاقة بالعيطة  قبل  عشرات العقود . و إن تسلل الشك إلى العقول،  احتكموا إلى لسان الدين إبن الخطيب العارف بتاريخ هذه المدينة العريقة.  و يمكن أن  تزروا  خلوة الإمام الجزولي وسط أكبر ساحة في  هذه  المدينة  التي تكاد تشكل  إحدى عواصم الإمبراطورية المغربية  قبل  قرون، لكي تفصلوا بين تعدد أشكال التعبير الفني. أرجو أن تتبينوا العلاقة بين آسفي  و بين ضواحيها حيث تم تسجيل إحدى المشاهد بين ذلك القايد  موسى بن عمر  و إحدى الشيخات الرافضات لتسلطه.  و هذه المدينة لم تكن عاصمة للعيطة  التي تميزت بها المراكز القروية  و الحضرية المحيطة بها. يريد كل مغربي عاشق لفن بلاده  و غنى مكوناته أن يستمر هذا البرنامج،  و أن يتم تأطيره علميا  و تاريخيا من طرف باحثين  و ممارسين و محللين للمقامات  و لكل خصائص الغناء  الشعبي المغربي .
", "datePublished": "2025-02-18 14:28:00", "dateModified": "2025-02-18 14:28:00", "author": { "@type": "Person", "name": "bestcours" }, "publisher": { "@type": "Organization", "name": "tv.bestcours", "logo": { "@type": "ImageObject", "url": "https://tv.bestcours.net/wp-content/uploads/2022/09/logo-tv-bestcours.png" } }, "mainEntityOfPage": { "@type": "WebPage", "@id": "https://tv.bestcours.net/category/%d8%a7%d9%84%d9%88%d8%b8%d9%8a%d9%81%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d8%b9%d9%85%d9%88%d9%85%d9%8a%d8%a9/" }, "description": "[short_description]", "keywords": "" }

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *