هذا الموضوع تحت عنوان تذيل المغرب لترتيب العلوم .. فاعل تربوي: فجوات تعليمية تدق ناقوس الخطر:
كشف تقرير مؤشر “تيمس” لسنة 2023، الصادر عن الجمعية الدولية لتقييم التحصيل التربوي (IEA)، استمرار تذيل التلاميذ المغاربة في المستوى الرابع ابتدائي والثاني إعدادي للترتيب العالمي في مادتي العلوم والرياضيات. وقد أظهر التقرير الجديد “أداء متواضعا”، يعكس استمرار الفجوات في جودة التعليم بالمغرب مقارنة بالمعدل الدولي.
وحصل تلاميذ المستوى الرابع ابتدائي على 393 نقطة في الرياضيات و390 نقطة في العلوم، بينما حصل تلاميذ الثانية إعدادي على 378 نقطة في الرياضيات و327 نقطة في العلوم، وكلها نتائج جاءت دون المعدل الدولي المحدد بـ500 نقطة.
وشارك في المؤشر الخاص بالابتدائي 58 دولة و44 دولة في الثانوي الإعدادي، حيث تراوحت معظم النقاط بين 400 و600. وجاءت نتائج التلاميذ المغاربة في مستوى الرابع ابتدائي في الرياضيات أقل من العديد من الدول العربية المشاركة، مثل الإمارات وقطر والبحرين، بينما حلت المغرب في مستويات متأخرة إلى جانب دول مثل الكويت وجنوب أفريقيا.
وفي تصريح لجريدة “العمق”، أكد الناجي عبد الناصر، رئيس مؤسسة “أماكن لجودة التعليم”، أن ما يثير القلق في نتائج هذه السنة المغرب هو تراجع المغرب بـ67 نقطة في تقييم العلوم للمستوى الثاني إعدادي، وهي أسوأ نتيجة حصل عليها التلاميذ المغاربة منذ أكثر من عشرين عاما، مما يعيد البلاد إلى مستوى النتائج الأولى في بداية الألفية الثالثة عند المشاركة الأولى في هذا التقييم الدولي.
وأشار عبد الناصر إلى أن الأكثر إثارة للقلق هو الانخفاض الكبير في نسبة التلاميذ المتحكمين في الحد الأدنى من الكفايات في العلوم بالإعدادي، حيث تراجعت من 48% إلى 18% فقط. وأوضح أن هذه النسبة تعد الأدنى بين الدول المشاركة والأسوأ في تاريخ المشاركات المغربية، ما يعني أن 82% من التلاميذ المغاربة لا يمتلكون الحد الأدنى من التعلمات في العلوم.
أما فيما يتعلق بالتعليم الابتدائي، فقد سجل تقدم بسيط يتراوح بين 10 و16 نقطة في نتائج التلاميذ، مع ارتفاع نسبة المتحكمين في الحد الأدنى للكفايات إلى 46% في الرياضيات و47% في العلوم. ومع ذلك، شدد عبد الناصر على أن هذا التقدم الطفيف لم يحل دون تذيل المغرب للترتيب العالمي، حيث لا يزال متقدما على دولتين فقط، في ظل تحقيق الدول الأخرى تقدما مشابها أو أفضل.
وفيما يخص أسباب التراجع في الإعدادي، أرجع عبد الناصر الوضع إلى عدة عوامل، منها تأثير جائحة كوفيد-19 وما خلفته من فجوة تعليمية، إضافة إلى سياسة الانتقال التلقائي بين المراحل الدراسية رغم تراكم التعثرات، وضعف تكوين المدرسين في المواد العلمية الذي تفاقم مع سياسة التوظيف بالتعاقد التي ركزت على الكم دون الاهتمام بجودة الكفاءات، خاصة مع قلة الحاصلين على الإجازة في التربية وضعف التكوين الجامعي في التخصصات العلمية.
وشدد رئيس مؤسسة “أماكن” على ضرورة مراجعة المنهاج الدراسي الوطني لينسجم مع معايير التقييم الدولي، مع تحسين تجهيز المختبرات العلمية التي تعاني من نقص كبير. كما اعتبر أن اعتماد تدريس العلوم بالفرنسية في الإعدادي كان من بين العوامل التي ساهمت في هذا التدهور، مشيرا إلى ضعف التلاميذ في اللغة الفرنسية، مما يحد من استيعابهم للمواد العلمية.
وخلص الفاعل التربوي، عبد الناصر تصريحه بالتأكيد على أن هذه المؤشرات تدق ناقوس الخطر بشأن ضرورة إعادة bestcours مسار الإصلاح التربوي بما يتماشى مع الرؤية الاستراتيجية 2030 والقانون الإطار 51.17، معتبرا أن خارطة الطريق الحالية أصبحت موضع تساؤلات حول فعاليتها وجدواها.
كان هذا موضوع حول “تذيل المغرب لترتيب العلوم .. فاعل تربوي: فجوات تعليمية تدق ناقوس الخطر”
عن موقع العمق
التعليقات