التخطي إلى المحتوى



هذا الموضوع تحت عنوان حرمان تلاميذ مغاربة من حضور أولمبياد الرياضيات ببريطانيا يجر بنموسى للمساءلة:

وصل إلى البرلمان ملف حرمان ستة تلاميذ مغاربة متفوقين من المشاركة في النسخة الـ65 من الأولمبياد الدولي للرياضيات “IMO” التي انعقدت في بريطانيا من 11 إلى 22 يوليو الجاري، بسبب “تماطل وزارة التربية الوطنية في إعداد التأشيرات الخاصة بهم”.

ووجه المستشار البرلماني عن الاتحاد الوطني للشغل بالمغرب، خالد السطي، سؤالا كتابيا في الموضوع إلى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، فيما وجه أولياء التلاميذ انتقادات لاذعة إلى الوزارة بسبب ما اعتبروه “تضييع الوزارة لفرصة ذهبية” لأبنائهم للمشاركة في هذا الحدث العالمي المرموق.

وأوضح المستشار البرلماني خالد السطي، أن هذه السنة عرفت اختيار الفريق الوطني المغربي الذي سيمثل المغرب في الأولمبياد الدولية للرياضيات بإنجلترا، حيث قدم التلاميذ المعنيين ومرافقيهم جوازات سفرهم إلى المسؤولين من أجل إعداد تأشيرة السفر.

وأشار إلى أن التلاميذ المغاربة المختارين خضعوا لتربص إعدادي بمدينة بنجرير قبل ثلاث أسابيع من السفر الذي كان مبرمجا يوم 14 يوليوز من الدار البيضاء الى لندن، أي يوم واحد قبل انطلاق المنافسات.

غير أن الأمر لم يسر كما كان ينتظره التلاميذ، إذ كشف السطي أن التلاميذ فوجئوا بحرمانهم من المشاركة في هذه التظاهرة العلمية الدولية والتي شارك فيها حوالي 125 دولة، وذلك “لأسباب خارجة عن إرادتهم”.

وأشار السطي أن المغرب كان قد احتل المرتبة 68 من بين 112 دولة مشاركة خلال دورة طوكيو 2023 محسنا
ترتيبه بنقطتين مقارنة مع دورة النرويج برسم سنة 2022.

وفي هذا الإطار، ساءل السطي الوزير بنموسى، عن الأسباب التي حالت دون مشاركة وفد المملكة المغربية في أولمبياد الرياضيات لسنة 2024، وعن الإجراءات والتدابير المزمع اتخاذها لتطوير الارتقاء بجودة التأطير والإعداد العلمي والقبلي لمثل هذه التظاهرات وفق رؤية استراتيجية واستشرافية.

وكان التلاميذ المغاربة الستة، قد اختيروا بعد نجاحهم اللافت في عدد من المباريات الوطنية التي شارك فيها زهاء 200 تلميذ من مختلف أقطار المملكة، وخضعوا لبرنامج تدريبي مكثف شمل معسكرات تحضيرية وتدريبات مكثفة، كان أحدها بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية ببنجرير، وفقًا لمصادر “العمق”.

وتلقى التلاميذ دعوات رسمية من وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، ومنظمات دولية للمشاركة في الأولمبياد، بما في ذلك دعوة من الجهة المنظمة، حيث قامت الوزراة، بناءً على تلك الدعوات، بطلب جوازات سفر التلاميذ في شهر مايو الماضي لإعداد التأشيرات، لكنها تأخرت بشكل غير مبرر في إتمام العملية، وفق ما صرح به أحد أولياء التلاميذ لجريدة “العمق”.

وعلى الرغم من اقتراب موعد انطلاق الأولمبياد، لم تُبادر الوزارة بأي خطوات جدية لحل مشكلة التأشيرات. وفجأة، في يوم الأحد 14 يوليو، أي بعد ثلاثة أيام فقط من انطلاق الأولمبياد، تم استدعاء التلاميذ إلى مركز الامتحانات دون سابق إنذار. وفي اليوم التالي، أي يوم الاثنين 15 يوليو، وهو اليوم الذي تقرر السفر فيه، تم نقل التلاميذ إلى مركز “تي إل إس كونتاكت” بالرباط للحصول على التأشيرة، لكن دون جدوى.

وفي هذا السياق، أكد عدد من أولياء التلاميذ في تصريح لجريدة “العمق”، أنه نتيجة لهذا التماطل غير المفهوم، ضاعت على التلاميذ فرصة ذهبية للمشاركة في هذا الحدث العالمي المرموق، وإثبات قدراتهم ومواهبهم على الصعيد الدولي، كما تعرضوا لضغط نفسي هائل بسبب تبدد طموحاتهم وخيبة أملهم.

ولفت أولياء التلاميذ إلى أن هؤلاء التلاميذ سبق لهم أن شاركوا في أولمبياد الفرانكفونية وحققوا أفضل نتيجة في تاريخ المغرب، مما يدل على إمكانياتهم العالية ومستقبلهم الواعد في مجال الرياضيات”.

واعتبروا أن “هذا الحادث يثير تساؤلات حول جدية الجهات المعنية في دعم المواهب الشابة وتوفير الفرص اللازمة لهم للتفوق والتميز، كما يُظهر ضعف التخطيط وسوء الإدارة داخل الوزارة، مما أدى إلى إهدار فرصة مهمة للمغرب على الساحة الدولية”.

يشار إلى أن جريدة “العمق”، ربطت الاتصال بالمسؤول عن التنسيق بين التلاميذ وأوليائهم وبين وزارة التربية الوطنية، إلا أن المعني فضل عدم التعليق على الواقعة.

وكانت وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة قد كشفت عن نتائج نهائيات الأولمبياد الوطنية في الرياضيات 2024، والتي احتضنتها فضاءات مدرسة التدبير الصناعي (بن جرير) يومي 29 و30 أبريل 2024. وحسب بلاغ للوزارة، فقد شارك في هذه الدورة 17 مترشحة ومترشحا يمثلون مختلف جهات المملكة، وأسفرت عن فوز التلاميذ الستة المعنيين.

كان هذا موضوع حول “حرمان تلاميذ مغاربة من حضور أولمبياد الرياضيات ببريطانيا يجر بنموسى للمساءلة”



عن موقع العمق

التعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *