هذا الموضوع تحت عنوان مكتب مجلس النواب يرفض ملتمسا لشرح تعديلات المدونة أمام البرلمان:
رفض مكتب مجلس النواب ملتمسا برلمانيا لعقد اجتماع مشترك لثلاث لجان نيابية بحضور كل من وزير العدل عبد اللطيف وهبي ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية أحمد التوفيق، وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة نعيمة بن يحيى، لتقديم شروحات لنواب الأمة حول التعديلات الأخيرة لمدونة الأسرة. ولم يعلل مكتب مجلس سبب رفضه لهذا الملتمس في وقت جرى في إرجاء اجتماع مرتقب للجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان لمناقشة الموضوع.
وحسب المعطيات التي حصلت عليها “العمق”، فقد اطلع مكتب المجلس على مذكرة بشأن طلب المجموعة النيابية للعدالة والتنمية عقد اجتماع مشترك بين لجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية وشؤون الهجرة والمغاربة المقيمين في الخارج، ولجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات ولجنة القطاعات الاجتماعية، قصد تقديم “الخطوط العريضة لمراجعة مدونة الأسرة”، بحضور وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية ووزير العدل والسيدة وزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وقرر عدم الموافقة على عقد هذا الاجتماع”.
ووفق أحكام الفقرة الأخيرة من المادة 129 من النظام الداخلي لمجلس النواب في صيغته النافذة، “يمكن للجن الدائمة بمبادرة من رؤسائها أو بطلب من رؤساء الفرق والمجموعات النيابية، أن تطلب الاستماع إلى مسؤولي الإدارات والمؤسسات والمقاولات العمومية، بحضور الوزراء المعنيين وتحت مسؤوليتهم، تطبيقا للفصل 102 من الدستور. وتتضمن جلسة الاستماع مناقشة عامة”.
وحسب مقتضيات المادة 136 من النظام الداخلي، فإنه يمكن لرئيس المجلس أن يأذن في اجتماع مشترك بين لجنتين أو أكثر من اللجن الدائمة للمجلس، ويعقد هذا الاجتماع المشترك بمبادرة من رئيس المجلس أو بطلب من رؤساء الفرق النيابية أو رؤساء المجموعات النيابية، أو بطلب من رؤساء اللجان المعنية بعد موافقة مكاتبها، وفي هذه الحالة يرأس الاجتماع رئيس المجلس أو أحد نوابه ويساعده رؤساء اللجان المعنية.
طلبت الحكومة تأجيل اجتماع لجنة العدل والتشريع وحقوق الإنسان والحريات، الذي كان مقررا عقده في ألسبوع الأول من شهر يناير الجاري، بحضور وزيري العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية عبد اللطيف وهبي وأحمد التوفيق، لتقديم شروحات أمام نواب الأمة حول مقترحات تعديل مدونة الأسرة إلى موعد لاحق.
وأنهى رئيس لجنة العدل والتشريع وحقوق الانسان والحريات بمجلس النواب سعيد بعزيز، إلى علم كافة النواب أعضاء اللجنة، أنه قد تقرر تأجيل اجتماع اللجنة المقرر عقده يوم الثلاثاء 7 يناير 2025 على الساعة الثالثة بعد الزوال، لدراسة موضوع: “الخطوط العريضة لمراجعة مدونة الأسرة” إلى موعد لاحق، وذلك بطلب من الحكومة.
وكانت عدد من مكونات المعارضة قد طالبت بعقد لقاء للجنة العدل والتشريع لتقديم الخطوط العريضة للمدونة، حيث دعا رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إدريس السنتيسي، الإثنين الماضي في الجلسة الأسبوعية، إلى تنوير الرأي العام حول مستجدات تعديل مدونة الأسرة ووضع حد للإشاعات والمغالطات المتداولة.
جدير بالذكر أن الحكومة، قدمت في 24 دجنبر 2024، أبرز التعديلات المقترحة في أفق صياغة مدونة جديدة قبل عرضه أمام أنظار اليرلمان، وهمت التعديلات المقترحة عددا من القضايا المثيرة للجدل، على رأسها الإرث والطلاق والحضانة والتعدد، فضلا عن تقييد “زواج الفاتحة” وتحديد سن الزواج في 18 سنة لدى الفتاة والفتى.
وتعكف الحكومة، حاليا، على إعداد مشروع مدونة الأسرة في صيغتها الجديدة طبقا للتعديلات المقترحة ورأي المجلس العلمي الأعلى، في أفق المصادقة على المشروع في مجلس حكومي قبل إحالته على البرلمان لتقديمه ومناقشته في لجنة العدل والتشريع بمجلس النواب وإدخال تعديلات النواب والمصادقة على المشروع في اللجنة ثم الجلسة العامة بعد ذلك.
و أعلن الوزير المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، الخميس، عن تشكيل لجنة للصياغة من القطاعات الوزارية المعنية مباشرة بمراجعة مدونة الأسرة ، وكذا الأمانة العامة للحكومة، مراعاة لخصوصية هذا القانون.
وقال بايتاس، في لقاء صحفي عقب انعقاد مجلس الحكومة، إن المجلس برئاسة رئيس الحكومة، ” قرر تشكيل لجنة للصياغة من القطاعات الوزارية المعنية مباشرة بمراجعة مدونة الأسرة، مراعاة لخصوصية هذا القانون، وهي وزارة العدل، ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ووزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، وكذا الأمانة العامة للحكومة التي تقرر الاستعانة بخبرتها والتعويل على مساهمتها في هذه اللجنة، بالنظر للتقاطعات الموجودة بين مراجعة مدونة الأسرة، ومجموعة من القوانين الأخرى السارية، وأيضا بعض مشاريع النصوص المعروضة على التداول البرلماني”.
وأبرز بايتاس أن لجنة الصياغة ستضم ” كفاءات قانونية وفقهية وقضائية، كما يمكنها الانفتاح عند الضرورة، على أي خبرات أخرى ترى فائدة في حضورها أو مساهمتها من مجالات وتخصصات أخرى “.
وأشار إلى أن الحكومة تتابع باهتمام كبير المناقشات المثارة بخصوص موضوع مراجعة مدونة الأسرة، وتولي الموضوع عناية خاصة في مداولاتها الأسبوعية، منذ اجتماع مجلس الحكومة المؤرخ في 26 دجنبر الماضي، حيث تمت برمجة عرض موجز قدمه وزير العدل والذي تناول خلاله أهم مقترحات المراجعة التي سبق تقديمها للرأي العام، في اللقاء التواصلي الذي تم بتعليمات ملكية سامية، كما جاء في نص بلاغ الديوان الملكي.
وتود الحكومة بهذه المناسبة، يضيف الوزير، ” التأكيد على أن ما عرض في اللقاء التواصلي الذي أشرف على تأطيره وزراء العدل والأوقاف والشؤون الإسلامية والتضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بإشراف من رئيس الحكومة ، يتضمن المضامين الرئيسية لمقترحات مراجعة مدونة الأسرة وخلاصات الرأي الشرعي المبدى بشأنها، وأننا بصدد صياغتها القانونية، بالشكل الذي سيضبط كيفيات ممارستها وشروط وكيفيات إعمالها. مما يكون معه ما أثير من تساؤلات واستفسارات حول هذه المقترحات بالصورة التي قدمت بها، والحالات التي يمكن أن تطرحها، وبعض الصعوبات المتصورة في إعمالها، سابقا لأوانه، لأن كل ذلك يتوقف على وجود نص مؤطر مفصل للمقترحات المقدمة “.
وشدد بايتاس على أن الحكومة، والتزاما منها بالتعليمات الملكية الواردة في بلاغ الديوان الملكي ، ستستمر في التواصل في الموضوع، وستكون رهن إشارة الرأي العام لتقديم المعلومات والمعطيات ذات الصلة مع مراعاة الطبيعة التحضيرية للنص والمراحل التي سيقطعها مسلسل إعداده.
وتفاعلا منها مع ما أثير من نقاشات بخصوص مراجعة مدونة الأسرة، منذ اللقاء التواصلي المشار إليه، فإن الحكومة تعبر عن اصطفافها إلى جانب المواقف الإيجابية التي عبرت عنها الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية والفعاليات المدنية المشيدة بالمقاربة الملكية المؤطرة لهذا الورش الإصلاحي الكبير الذي يهم الخلية الأساسية للمجتمع.
كما تعبر الحكومة، حسببايتاس، عن تثمينها للنقاش الجدي والموضوعي المواكب لمقترحات المراجعة التي تم عرضها، والتي تشكل مقترحات الهيئة المكلفة بمراجعة مدونة الأسرة والرأي الشرعي للمجلس العلمي الأعلى مرجعيتها الكبرى.
وأضاف الوزير أن الحكومة تعبر عن استنكارها لمحاولة الإساءة للمجلس العلمي الأعلى، والتقدير الواجب للسيدات والسادة العلماء، وكذا التنقيص من قيمة وأسانيد رأيه في بعض القضايا الشرعية دون أي مراعاة لاختصاص هذه المؤسسة، باعتبارها “الجهة الوحيدة المؤهلة لإصدار الفتاوى المعتمدة رسميا”، طبقا للفصل 41 من الدستور.
كما ترحب الحكومة، يخلص الوزير، بالمقترحات والملاحظات الصادرة عن السادة العلماء والباحثين وكل الفعاليات السياسية والمدنية الرامية إلى تجويد النص القانوني خلال مرحلة صياغته، والتي تستمد أسسها من الثوابت الدينية للمملكة، والتطورات الاجتماعية والحقوقية المسجلة، والمستحضرة لسبل ضمان استقرار الأسرة ومراعاة مصالح كل مكوناتها.
كان هذا موضوع حول “مكتب مجلس النواب يرفض ملتمسا لشرح تعديلات المدونة أمام البرلمان”
عن موقع العمق
التعليقات